قلم ..محمد بدوي
حياة اجتماعية تحت الصفر
فلنعد جميعاً بفكرنا إلى ما يقارب عشر سنوات أو أكثر قليلاً وتحديداً في بداية انتشار الهاتف الخلوي, سنذكر الجلسة الحلوة بين الشلة, لكن الكل مشغول و"لاهي" بجهازه "المحمول" وقراءة الرسائل "SMS" الخاصة بجهاز صديقه, ولربما يقوم بإرسالها لنفسه بهدف استكشاف آخر النغمات في الجهاز العجيب.
محمد بدوي
تطور الوضع بعد ذلك لمراسلة مقاطع البلوتوث, فكل يقول لصاحبه (هل شاهدت هذا المقطع), والثاني يجيب (أرسل لي), ومع التطور أصبح الجميع يحضر ومعه جهازه "المحمول" لاستعراض رسائل البريد الالكتروني, ومن ثم- مع التنوع في موديلات الهواتف- أصبح الكل يتباهى بنوع جهازه وبالتطبيقات التي لديه, والآخر يقوم بالمراسلة عبر تطبيق المراسلة عبر جهاز البلاك بيري ومؤخراً عبر تطبيق (واتس أب)!
الكل "لاهي" بحبيبه الإلكتروني "المحمول" وإن كان كل الأشخاص مجتمعين في المكان الفيزيائي نفسه, إلا أن كلاً منهم يعيش في عالمه الخاص. و إن أرادوا ممارسة الحياة الاجتماعية لربما قاموا بلعب الألعاب الإلكترونية مثل"Play Station" أو بالتراسل عبر الشبكات الاجتماعية, ولذا لم يصبح هناك أي متعة لتلك الجلسات.
هذا ما جعلني أنأى بنفسي عن الجلسات والاجتماعات التي أصبحت بلا جدوى, فلقد أصابت الجميع عدوى المبرمجين (أسميهم غير الاجتماعيين), فلربما كان ناقل العدوى الجهاز الإلكتروني, حتى في رحلات البراري أصبح بعضهم يعتذر, لأن تلك الأماكن إما لا يصلها إرسال الهواتف أو على الأقل لا يوجد بها تغطية إنترنت.
أذكر عندما كنت في "سيريلنكا" كنت أبقى في أغلب الأوقات مع سائق خاص, يقوم بتجوالي في الأماكن و المدن السياحية, والذي كان يعتمد على الهاتف الذي يبقيه على اتصال مع زبائنه, لكن مع ذلك- وفي كل مرة يرن الهاتف- مازال (سينهال) يتفاجيء عندما يرن "الجوال" كأنه نسي بأنه يملك ذلك الجهاز, ومن ثم يستخدمه لثوان ويعيده إلى جيبه دون أن يتسلى على أزراره المهترئة لِقدم الجهاز, والذي يستخدمه فقط كوسيلة للاتصال, ولأنه كذلك مصدر دخله الأساسي.
وكما هو الحال مع مدير المشاريع " بول" الأسترالي الذي يدير العشرات من مدراء المشاريع, الذين يشرفون على أكثر من 6 آلاف عامل, موزَّعين على مدينة الرياض والذي يتصرف كتصرف (سينهال). بالطبع عدد الاتصالات التي ترده أقل من تلك التي تصل لطالب في المدرسة, فهو يُبقي هاتفه معه كي يَبقى على اتصال مع عائلته في حال الطوارئ فقط!
ولكن مع النماذج الجميلة السابقة مازال المشهد يتكرر, إذ أرى عائلة عربية في بهو الفندق في يومهم الأول في ذلك البلد الذي سافروا إليه للسياحة, وكل منهم يمسك حبيبه الإلكتروني, فالأم مشغولة بجهاز "البلاك بيري", ورب الأسرة يتفقد بريده على المحمول, والطفل يلعب على جهاز اللعب المحمول (PSP), والمراهقة تضع سماعات جهاز(iPod), فهل هذا هو هدف السياحة؟!
عندما أسافر للسياحة فأنا لا أحمل معي أي جهاز سوى هاتفي و آلة التصوير. ومع أن مصدر رزقي هو العمل على الكمبيوتر, أحاول أن أفصل بين حياتي السياحية و حياتي المهنية أو عن حياة الانشغال الزائفة بالتكنولوجيا.
حاولوا أن تسنوا قوانين مثل عدم مسك أي جهاز إلكتروني أثناء الجلوس مع العائلة, أو في اجتماعاتكم مع "الشلة", وبالتأكيد من المفروض أن تصبح هذه الأجهزة من المحرمات في العطل و السفريات السياحية. حتى تعود الحياة والعلاقات دافئة من جديد.
حياة اجتماعية تحت الصفر
فلنعد جميعاً بفكرنا إلى ما يقارب عشر سنوات أو أكثر قليلاً وتحديداً في بداية انتشار الهاتف الخلوي, سنذكر الجلسة الحلوة بين الشلة, لكن الكل مشغول و"لاهي" بجهازه "المحمول" وقراءة الرسائل "SMS" الخاصة بجهاز صديقه, ولربما يقوم بإرسالها لنفسه بهدف استكشاف آخر النغمات في الجهاز العجيب.
محمد بدوي
تطور الوضع بعد ذلك لمراسلة مقاطع البلوتوث, فكل يقول لصاحبه (هل شاهدت هذا المقطع), والثاني يجيب (أرسل لي), ومع التطور أصبح الجميع يحضر ومعه جهازه "المحمول" لاستعراض رسائل البريد الالكتروني, ومن ثم- مع التنوع في موديلات الهواتف- أصبح الكل يتباهى بنوع جهازه وبالتطبيقات التي لديه, والآخر يقوم بالمراسلة عبر تطبيق المراسلة عبر جهاز البلاك بيري ومؤخراً عبر تطبيق (واتس أب)!
الكل "لاهي" بحبيبه الإلكتروني "المحمول" وإن كان كل الأشخاص مجتمعين في المكان الفيزيائي نفسه, إلا أن كلاً منهم يعيش في عالمه الخاص. و إن أرادوا ممارسة الحياة الاجتماعية لربما قاموا بلعب الألعاب الإلكترونية مثل"Play Station" أو بالتراسل عبر الشبكات الاجتماعية, ولذا لم يصبح هناك أي متعة لتلك الجلسات.
هذا ما جعلني أنأى بنفسي عن الجلسات والاجتماعات التي أصبحت بلا جدوى, فلقد أصابت الجميع عدوى المبرمجين (أسميهم غير الاجتماعيين), فلربما كان ناقل العدوى الجهاز الإلكتروني, حتى في رحلات البراري أصبح بعضهم يعتذر, لأن تلك الأماكن إما لا يصلها إرسال الهواتف أو على الأقل لا يوجد بها تغطية إنترنت.
أذكر عندما كنت في "سيريلنكا" كنت أبقى في أغلب الأوقات مع سائق خاص, يقوم بتجوالي في الأماكن و المدن السياحية, والذي كان يعتمد على الهاتف الذي يبقيه على اتصال مع زبائنه, لكن مع ذلك- وفي كل مرة يرن الهاتف- مازال (سينهال) يتفاجيء عندما يرن "الجوال" كأنه نسي بأنه يملك ذلك الجهاز, ومن ثم يستخدمه لثوان ويعيده إلى جيبه دون أن يتسلى على أزراره المهترئة لِقدم الجهاز, والذي يستخدمه فقط كوسيلة للاتصال, ولأنه كذلك مصدر دخله الأساسي.
وكما هو الحال مع مدير المشاريع " بول" الأسترالي الذي يدير العشرات من مدراء المشاريع, الذين يشرفون على أكثر من 6 آلاف عامل, موزَّعين على مدينة الرياض والذي يتصرف كتصرف (سينهال). بالطبع عدد الاتصالات التي ترده أقل من تلك التي تصل لطالب في المدرسة, فهو يُبقي هاتفه معه كي يَبقى على اتصال مع عائلته في حال الطوارئ فقط!
ولكن مع النماذج الجميلة السابقة مازال المشهد يتكرر, إذ أرى عائلة عربية في بهو الفندق في يومهم الأول في ذلك البلد الذي سافروا إليه للسياحة, وكل منهم يمسك حبيبه الإلكتروني, فالأم مشغولة بجهاز "البلاك بيري", ورب الأسرة يتفقد بريده على المحمول, والطفل يلعب على جهاز اللعب المحمول (PSP), والمراهقة تضع سماعات جهاز(iPod), فهل هذا هو هدف السياحة؟!
عندما أسافر للسياحة فأنا لا أحمل معي أي جهاز سوى هاتفي و آلة التصوير. ومع أن مصدر رزقي هو العمل على الكمبيوتر, أحاول أن أفصل بين حياتي السياحية و حياتي المهنية أو عن حياة الانشغال الزائفة بالتكنولوجيا.
حاولوا أن تسنوا قوانين مثل عدم مسك أي جهاز إلكتروني أثناء الجلوس مع العائلة, أو في اجتماعاتكم مع "الشلة", وبالتأكيد من المفروض أن تصبح هذه الأجهزة من المحرمات في العطل و السفريات السياحية. حتى تعود الحياة والعلاقات دافئة من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا