/clkrev

تعليق

dailymotion

,

السبت، 15 سبتمبر 2012

أنا موظف >> مياسة النخلاني . لا مبرر للفشل . في إحدى جولاتي


المجلة متوفرة في الاسواق ..


أنا موظف >>
مياسة النخلاني .
لا مبرر للفشل .
في إحدى جولاتي على صفحات الفيسبوك, أثار انتباهي تساؤل لأدمن إحدى الصفحات يقول فيه:" أيهما أفضل أن تفشل وأنت تقوم بما تحب أم تنجح وأنت تقوم بما لا تحب؟!" لم أستغرب حينها من التساؤل وإنما من الردود, فأغلب أصحابها اتفقوا على أن الفشل في ما أحب أن أقوم به أفضل بكثير من النجاح في ما لا أحب.
مياسة النخلاني

تذكرت حينها قصة رواها لي أحد زملاء العمل والذي عمل مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية لمدة خمس سنوات انطلاقاً من حبه للتخصص. ورغم العائد المادي والمعنوي الذي لا يتناسب مع احتياجاته واحتياجات أسرته إلا أنه استمر في رفضه للعديد من فرص العمل في مجالات أخرى, سواءً في العمل الإداري أو التسويق, إيماناً منه بأن الإنسان إذا أراد النجاح والرضا النفسي, فعليه أن يعمل في المجال الذي يحبه مهما واجه من صعاب ومتاعب.
وفي مصادفة جمعته بصديق دراسة عمل في مجال الإدارة لمس الفارق الكبير بينهما, سواءً في جانب الخبرات والمهارات أو الجانب المادي, ففي حين هو غير قادر على توفير أبسط احتياجاته, كان صديقه يتقاضى ثلاثة أضعاف راتبه, عدى أنه يترقى من وقت لآخر في وظيفته, بل وتتاح أمامه فرص التدريب والتعلم واكتساب معارف جديدة, حينها فقط أحس بمرارة الفشل, فقد أدرك أنه ضيع خمس سنوات من عمره بإصراره على الاستمرار في عمل لا يلبي تطلعاته الشخصية, ولا ينمي مهاراته العملية ولا حتى يوفر له الاستقرار المعيشي.
فقرر التخلي عن المعتقد الذي تمسك به خلال السنوات الماضية مقتنعاً بأن الفشل يظل فشلاً, حتى وإن كان الإنسان يقوم بما يحب. من هنا بدأ العمل في مجال التسويق منمياً مهاراته بالاطلاع والقراءة, سواءً باللغة العربية أو الإنجليزية. وفي أقل من خمس سنوات كان قد كوّن خبرات تسويقية وعلاقات اجتماعية تؤهله للعمل في كبريات الشركات وبعائد مادي مجزي, حينها فقط أحس بطعم النجاح والإنجاز الذي لم يشعر به طوال عمله السابق.
أحيانا نُفني سنوات طويلة من الدراسة في مجال معين, ونرغب في استثمارها وتوظيفها في العمل الذي أحببناه وتعبنا في تعلمه, لكن ماذا إذا كانت ظروف البيئة العملية لا تتناسب مع هذا المجال؟ فهل يعني ذلك إفناء ما تبقى من أعمارنا في سلوك طريق هلامي, مهما سرنا فيه لن يلبي طموحاتنا, أم نستدرك الأمر ونعيد رسم مسارنا العملي بما يتناسب مع واقع العمل ومهاراتنا الشخصية التي نجيد توظيفها, وبما يضمن تحقيق أكبر قدر من الإنجاز والنجاح.
أما أن نستمر بالضحك على أنفسنا بأنه لا يهم مقدار الفشل الذي نتجرعه طالما أننا نعمل في المجال الذي نحب؛ فهذا تفكير غير منطقي, كمن يقرر السير في طريق, وفي المنتصف يكتشف أنه إما مسدود أو مليء بالمنعطفات والمطبات التي لابد أنها سترهقه وتستسنزف طاقته في تخطيها وتجازوها بدلاً من استغلالها في تعلم شيء جديد.
صحيح أنه قد يصل في النهاية, لكنه سيكون منهك القوى وخالي اليدين, فما قيمة الوصول حينها وما الإنجاز الذي قدمه لنفسه ولمن حوله بإصراره, بينما لو تدارك الوضع منذ البداية, وحكّم لغة العقل, وتراجع بضع خطوات إلى الوراء واتخذ طريقاً أكثر وضوحاً يؤدي إلى نهاية مرضية, حينها فقط سيضمن الوصول إلى خط النهاية بأكبر قدر من المكاسب الممكنة.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا